لا أعلم لماذا ينشط بعض الناس في حب نقل الكلام وإثارة الفتنة بين الفئات المختلفة بالمجتمع، وما اللذة أو الفائدة أو المتعة التي يجنونها من راء هذا التصرف والسلوك المذموم الذي لا تقره الشريعة الإسلامية، ولا تقبله العقول السليمة، وتعافه النفوس المفطورة على الخير والاعتدال. والغريب أنك تجد بعض هؤلاء ــ هداهم الله ــ يرصدون ويتابعون، بل ويبذلون جهدا كبيرا في الرصد والمتابعة لأي كلمة عفوية أو هفوة أو تصرف غير مقصود من أي فئة من فئات المجتمع، ليتنادوا بعد بكل الوسائل المتاحة المرئية والمسموعة والمقروءة، مستعينين في ذلك بكل ما أفرزته الوسائل التقنية الحديثة لنشر ما اقتنصوه من كلام أو غنيمة اغتنموها، متعاونين متعاضدين في ذلك بشكل عجيب غريب لإثارة الفتنة بين فئات المجتمع الواحد، غير مبالين بما ينتج عن تعاضدهم غير المحمود الذي لا يسير على نهج التعاون على البر والتقوى، وما يثمر عنه ذلك من إحن ومشاكل وضغائن واختلافات قد تكبر وتفسر تفسيرات وتحليلات مختلفة، وقد تخلق مشاحنات لا داعي لها وليس لها أي مسوغ، حتى أنك لتشعر أن هناك من يفرح بوجود الفتنة وإثارتها، بل وتغذيتها بالأخبار والنقول من كل حدب وصوب، والحقيقة أنه أمر لا يتوافق مع منهاجنا الإسلامي الحنيف وسنتنا النبوية المطهرة.
قال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (سورة المائدة آية 2)، كما قال الرسول ــ صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». وقد ورد أن رجلا دخل على عمر بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ فذكر عنده وشاية في رجل آخر، فقال عمر: إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته إليه، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية قال تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية قال تعالى «هماز مشاء بنميم»، وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا. فليت من شغل نفسه وصرف وقته وجهده الذي سيسأل عنه في متابعة عباد الله ورصدهم وتتبع ما يصدر عنهم من القول أو الفعل ثم يحرفه ويؤوله على هواه ثم ينشره ويشيعه على الملأ، ولدى من قد يثيرهم ذلك بغية إثارة الفتنة والمشاحنة أن يتقي الله في إخوانه ومجتمعه، ويعلم أنه محاسب على فعله المذموم شرعا المردود عقلا وخلقا ونبلا.
خاتمة:
روي أن رجلا زار أحد السلف وذكر له بعض إخوانه بشيء يكرهه، فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات، بغضت إلي أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
* أكاديمي سعودي
قال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (سورة المائدة آية 2)، كما قال الرسول ــ صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». وقد ورد أن رجلا دخل على عمر بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ فذكر عنده وشاية في رجل آخر، فقال عمر: إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته إليه، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية قال تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية قال تعالى «هماز مشاء بنميم»، وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا. فليت من شغل نفسه وصرف وقته وجهده الذي سيسأل عنه في متابعة عباد الله ورصدهم وتتبع ما يصدر عنهم من القول أو الفعل ثم يحرفه ويؤوله على هواه ثم ينشره ويشيعه على الملأ، ولدى من قد يثيرهم ذلك بغية إثارة الفتنة والمشاحنة أن يتقي الله في إخوانه ومجتمعه، ويعلم أنه محاسب على فعله المذموم شرعا المردود عقلا وخلقا ونبلا.
خاتمة:
روي أن رجلا زار أحد السلف وذكر له بعض إخوانه بشيء يكرهه، فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات، بغضت إلي أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
* أكاديمي سعودي